بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 فبراير 2017

تنظيم الدولة.. تأسيسه.. تمويله.. أشكال الإعدام

تنظيم الدولة.. تأسيسه.. تمويله.. أشكال الإعدام
تاريخ النشر : 2017-02-12
 
خاص دنيا الوطن- أحمد العشي
كثير من الناس يتحدثون عن تنظيم الدولة، يريدون أن يتعرفوا عما بداخله من تكوينات والأسس التي يعتمد عليها في تنفيذ أحكام الإعدام بحق الأسرى لديهم، ومن أين جاؤوا وتمويلهم؟.

كل ذلك، وما يزيد تعرفت عليه "دنيا الوطن" وخرجت بالتقرير التالي:

أكد المؤرخ التاريخي الدكتور ناصر اليافاوي، أن (داعش) هو اختصار لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، منوهاً إلى أنه عبارة عن امتداد لتنظيم القاعدة.

وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "إبان الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، وخاصة في حرب أفغانستان التي انتهت في عام 1989 والتي انتهت بهزيمة المعسكر الشرقي، استغلت أمريكا ومخابراتها بعض الدول الإسلامية لمحاربة ما يسمى بالدول الشيوعية الخارجة عن الإطار الإسلامي".

وأضاف: "بدأت الحرب الباردة بزرع تنظيمات مدعومة من بعض الدول الإسلامية تحت شعار مقاتلة الاتحاد السوفييتي، والتي انبثقت عنها فيما بعد تنظيمات إسلامية متطرفة تحولت إلى زعزعة استقرار المنطقة، وتحولت عندما اختلفت مصالحها مع أمريكا إلى قتال الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة والعالم بشكل عام".

وفي السياق، أوضح أنه بعد الحرب التي شنتها أمريكا في العراق عام 2003 وحدث خلاف في وجهات النظر داخل تنظيمات القاعدة، برز تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتوى في بداية تكوينه بعضاً ممن يحملون أفكار القاعدة.

وحول أحكام الإعدام التي يعتمدها التنظيم بحق أسراه، أوضح اليافاوي، أنه لا يمكن أن تنفذ هذه الأحكام من جماعات تحمل الفكر الإسلامي الحنيف، مشيراً إلى أن طبيعة الصور والإخراج التي تصدر إلى الجماهير تفوق قدرات تنظيم مهما كانت خبرته.

وفي السياق ذاته، نوه اليافاوي إلى أن طبيعة أجسامهم والأسلحة المستخدمة في الإعدام، لافتاً إلى أن أشكالهم ليس لها علاقة بأشكال شرقية، متوقعاً أن من ينفذ الأحكام هم عبارة عن مجموعة من المخابرات الدولية، والهدف منها تقديم صورة سيئة عن الإسلام، فلم تجد أمامها إلا الدخول تحت مسميات كتنظيم الدولة أو أخرى حتى تقدم للغرب صورة الإسلام التي تتمثل بالذبح والحرق أو جهاد النكاح.

واعتبر اليافاوي، أن هذه الأفكار التي تروج أدخلت الإسلام في مصطلح جديد وهو الفوبيا الإسلامية.

وفيما يتعلق بتمويل التنظيم، أشار اليافاوي إلى أن التمويل كان من بعض الدول العربية والإسلامية، استخدمت هذه الحركات كذريعة لإسقاط الأنظمة القديمة التي كانت على خلاف معها، وهي دول لا تبعد كثيراً عن الخليج العربي بدعم وبأمر من معلومات مخابراتية أمريكية.

وبين اليافاوي، أن الهدف من تلك الحركات، هو جعل إسرائيل القوة الأولى والاقتصادية الوحيدة المنظمة للشرق الأوسط.

الباحث في شؤون الإرهاب والاستخبارات من ألمانيا جاسم محمد، أوضح أن تنظيم الدولة ارتبط تأسيسه بتنظيم القاعدة، لافتاً إلى أنه تم مقتل قيادات من هذا التنظيم في حرب أمريكا في العراق.

وبين أنه كان هناك مرحلتان تأسيسيتان لهذا التنظيم، الأولى في أعقاب انتهاء تنظيم القاعدة والثانية في عام 2010، التي شهدت ولادته الثانية، ثم ظهر أبو بكر البغدادي؛ ليكون خليفة لأبو عمر البغدادي بعد مقتله ووزير الحرب لتنظيم القاعدة.

ولفت الباحث محمد إلى أن مصطلح (داعش) جاء اختصاراً من تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام، لافتاً إلى أنهم يكرهون تسمية (داعش)، حيث إنهم يعاقبون كل من يطلقون عليه هذه التسمية في المناطق التي يسيطرون عليها.

وحول انتشار وأماكن تواجد هذا التنظيم قال محمد: "لو تحدثنا عن خارجة انتشار هذا التنظيم، فيعتبر العراق هو معقله، وخاصة غرب العراق تشمل الأنبار وشمال غرب العراق في منطقة صلاح الدين وفي وسط العراق هي محافظة ديالا وصعوداً إلى الشمال في كركوك والحويجة ثم الموصل التي اتخذها قاعدة له، ونلاحظ أن هذه المناطق محاذية للحدود السورية ومع الحدود التركية من خلال منفذ تلعفر".

وأضاف: "اما تواجده في سوريا، فيشمل المناطق الشمالية والغربية لسوريا، ثم أصبح معقله في الرقة، ونلاحظ الآن تقلص وجوده في المناطق الشمالية الشرقية، وبقي في منطقة دير الزور، وفصل حلب وهو محاصر الآن في إدلب".

وتابع: "هذا التنظيم موجود أيضاً في ليبيا واليمن وسيناء وأفغانستان، أما فيما يتعلق بأوروبا، فإن الموجودين في أوروبا هم عبارة عن أنصار وخلايا له فلا يوجد بشكل كبير في أوروبا".

وفيما يتعلق بأحكام الإعدام التي يصدرها تنظيم الدول بحق الأسرى، أوضح أن أحكام الإعدام التي يطلقها التنظيم ليس للأسرى فقط، وإنما قد تطال قياداتهم ومن يتهم بالخيانة، لافتاً إلى أنه يتخذ إجراءاتهم الدموية ضد من يتم أسرهم خاصة من قوات الدفاع والأمن والشرطة، منوهاً إلى أنه كان يتخذ من الأسرى ورقة للحصول على التمويل.

وفي السياق، قال الباحث محمد: "هذا التنظيم الآن فقد الكثير من قدرته وقوته، فلم يعد قادراً على التفاوض، لذلك يقوم بعملية الإعدام، حيث إنه يفاجئنا بأنواع جديدة من أشكال الإعدام من أجل الترويع".

وفيما يتعلق بالدعاية التي ينفذها تنظيم الدولة للانضمام إليه، أوضح الباحث محمد، أن ذراع الدعوة لدى التنظيم يعتبر موازياً للجناح العسكري، لافتاً إلى أن هناك اجماعاً بأن هذا التنظيم نجح في الترويج لدعايته من خلال استخدامه لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر أكثر الجماعات المتطرف قدرة على استخدام وسائل الإعلام للترويج لفكره.


 
 
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق