بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 يناير 2017

ترامب رئيساً.. احتمالية حرب على غزة.. سياسات داخلية وخارجية.. دولار منخفض.. سبب قِصَر خطابه

ترامب رئيساً.. احتمالية حرب على غزة.. سياسات داخلية وخارجية.. دولار منخفض.. سبب قِصَر خطابه
ارشيفية
تاريخ النشر : 2017-01-21
 
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.. سياسة ترامب العنصرية تجاه الإسلام والمسلمين، قد يكون لها انعكاسات على دول منطقة الشرق الأوسط من بينها سوريا وليبيا والعراق.

نية ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قد تطبق على أرض الواقع في أي وقت، مناهضته للقضية الفلسطينية، وتبنيه للفكر الليكودي المتطرف، قد يسرع في اندلاع حرب رابعة على قطاع غزة، كلها ملفات أمام ترامب.

فهل يستطيع ترامب تنفيذ ما وعد به في دعايته الانتخابية؟ 
  
أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة الدكتور ناجي شراب، أن هناك مجموعة من القرارات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط، لافتاً إلى أن خطاب التنصيب هو امتداد لخطاب الدعاية الانتخابية.

وأشار شراب إلى أن ترامب له توجه مغاير تماماً عن توجهه السابق، متوقعاً أنه قد يذهب إلى تنفيذ ما وعد به، بصورة أو بأخرى، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقال: "سادت اللهجة الشعبوية والقومية الواضحة في خطاب ترامب، وذلك عندما تكلم بأنه سينزع السلطة من البيت الأبيض، ويعيدها إلى الشعب الأمريكي".

وأضاف: "السؤال المهم هنا، من سينتصر ترامب أم النظام السياسي الأمريكي؟، فلا أعتقد أن ترامب سينتصر، حيث إن أمريكيا مؤسسة قوية ثابتة وراسخة، كما أن هناك قيماً ديمقراطية، أكد عليها الكثير من الديمقراطيين في الكونغرس، وبالتالي قد يحدث ترامب تغييراً، ولكن لن يصل إلى صلب النظام السياسي".

وتابع بقوله: "سيبدأ ترامب بمواجهة واقع الرئاسة الأمريكية، فهو لم يواجه بعد التحديات والخاطر والمعيقات والمحددات التي ستفرض نفسها على قراراته وسياساته، وبالتالي أتوقع أن ترامب سيكون أكثر عقلانية وهدوءاً مما كان عليه في خطابه الانتخابي".

وحول موقفه من الإسلام، رأى شراب أن الإشكالية الكبرى ليست في ترامب، وإنما في الدول العربية نفسها، التي تطالب الآن بتشكيل تحالف دولي ضد الجماعات المتشددة في العالم الإسلامي والعربي، مشيراً إلى أن ترامب ركز في خطابه على موضوع الإسلامي الراديكالي، وبالتالي قد يجد دولاً عربية تقف بجانبه من أجل محاربة التطرف والإسلام الراديكالي.

وفي السياق، بين شراب أن تصريحات ترامب بخصوص الإسلام المتطرف، قد ينعكس على موقفه من ثلاث قضايا، الأولى: تتعلق بالإخوان المسلمين ووصفهم بالإرهاب، أما القضية الثانية: تتمثل في موضوع سوريا والأزمة فيها، منوهاً إلى أن ترامب قد يختلف في تعامله مع بشار الأسد، فقد لا يكون بنفس سياسية أوباما السابقة، بأنه لابد أن يرحل، وإنما قد يتعامل بأن بقاء الأسد قد يكون مصلحة له، اما القضية الثالثة: قد تنعكس في أبرز تحالف جديد مع روسيا التي يجمعها مع أمريكا قاسم الإرهاب والإسلام الراديكالي.

وقال: "الأخطر في هذا التصريح أن يحدث اتفاق بين أمريكا وروسيا واللاعبين الدوليين في المنطقة للتخلص من القضية الفلسطينية".

وأضاف: "والتخوف هو أن نشهد حلولاً بديلة لموضوع حل الدولتين، وفرض رؤية سياسية للتخلص من القضية الفلسطينية، وهنا يلتقي باليمين الإسرائيلي".

وفيما يتعلق بإمكانية مواجهة ترامب لمناهضيه خلال فترة رئاسته، أكد شراب أن المعارضين لترامب وجدوا أثناء حملته الانتخابية وفترة فوزه للانتخابات، لافتاً إلى أن هناك مقاطعة من بعض الديمقراطيين له، متوقعاً أن التحدي الأكبر الذي قد يواجه ترامب هو المحافظة على أمريكا كافة موحدة.

وفي السياق، قال: "يبدو أن هناك تخوفات على مستوى الخطاب السياسي الأمريكي غير الرسمي، بأن ترامب بسياساته قد يحدث انشقاقاً في القيم الأمريكية، لذلك ما حدث من اشتباكات بين المناهضين والشرطة، قد يكون حالة غير مسبوقة في تنصيب الرؤساء الأمريكيين السابقين".

ومن جانب آخر، فسر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر سبب قلة عدد الكلمات التي أدلى بها ترامب في خطابه والتي بلغت 1400 كلمة مقارنة بخطاب أوباما المكون من 2400 كلمة، بأن هناك فرقاً كبيراً بين الرئيس أوباما وترامب، لافتاً إلى أن أوباما مفوه خطابياً، وهو ابن المؤسسة السياسية، كما ان لديه رؤية شمولية كبيرة.

وقال: إنه من الملاحظ حالة الإغراق الفكري التي كان بها الرئيس أوباما خلال خطابه، ولكن على الرغم من قسم اليمين الذي أدلى به ترامب لكن وقفته في التنصيب كان فيها قدر من اللامبالاة، وكأنه منفصل عن الواقع، وبالتالي فقد ردد نفس الوعود التي أطلقها في داعيته الانتخابية، لذلك ليس لديه رؤية شاملة، وكان ذلك سبب اقتضاب خطابه".

وتابع: "قد يرتبط قلة عدد كلمتاه بالأحداث الأمنية الموجودة من تظاهرات لمناهضيه، وبالتالي يمكن أن يكون قد طلب منه أن يختصر كلامه".

وفيما يتعلق بإمكانية شن حرب رابعة على قطاع غزة خلال فترة حكم ترامب، أوضح شراب أن الحرب على قطاع غزة لها مقوماته وأسبابها الخاصة، تتعلق بطبيعة العلاقة بين غزة وإسرائيل، وطبيعة الحالة الأمنية، والتهديدات وتطور قدرات المقاومة، لافتاً إلى أن كل ذلك قد يحكم عملية خيار الحرب.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن ترامب قد يسرع ويعطي إسرائيل الغطاء لشن حرب رابعة على قطاع غزة، وقد يوفر لها الحماية الدولية من خلال مجلس الأمن والغطاء المالي والعسكري، منوهاً إلى أن ترامب يتبنى الفكر الليكودي، وبالتالي فإن ذلك قد يشجع اندلاع الحرب الرابعة على قطاع غزة.

من جانبه، رأى المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن خطاب التنصيب هو امتداد للبرنامج الذي أعلنه ترامب خلال فترة الداعية الانتخابي، حيث أكد فيه على الثوابت والمرتكزات وبنية هذا الخطاب القائمة على أمريكا العظيمة وإعادة مجدها والتركيز على البعد الاقتصادي، بأن الفائدة التي تحققها الولايات المتحدة الأمريكية لبلدان العالم، يجب أن تنتهي بتعزيز الفائدة لصالحها ولصالح الشعب الأمريكي.

وقال أبو رمضان: "ترامب أبدى خلال الدعاية الانتخابية تخوفاً من المهاجرين والسود ومن القادمين من بلدان أمريكا اللاتينية، وبالتالي فقد أكد أن الشعب الأمريكي يجب أن يكون موحداً بغض النظر عن اللون والعرق، لذلك فقد حاول أن يخفف من الانتقادات من قبل الشعب الأمريكي من النزعات العنصرية".

وأضاف: "أما على مستوى السياسة الخارجية، أكد ترامب على نية أمريكا استئصال ما أسماه بالإرهاب الإسلامي، مشيراً إلى أنه سيحافظ على علاقات تحالف وأنه سيبني تحالفات جديدة، بما يعكس محاولته لترميم التخوفات من بلدان أوروبا والبلدان المنضمة لحلف الناتو".

ورأى أبو رمضان، أن هذا الخطاب يعكس انقساماً بنيوي في إطار الشعب الأمريكي، لافتاً إلى أن العديد من المظاهرات خرجت وتحركات شعبية، لأن هناك حالة من الالتباس فيما يتعلق بسياسة ترامب التي قد تتجاوز المرتكزات الأساسية للعلاقات بين الدول، وداخل الولايات المتحدة نفسها.

وفي سياق مختلف، توقع أبو رمضان أن ترامب سيواجه العديد من المشاكل مع مناهضيه خلال فترة رئاسته، مشيراً إلى أنه قد تحدث حالة لتجديد علاقته مع المواطنين الأمريكيين من جهة ومع المؤسسة الأمريكية من جهة أخرى، منوهاً إلى أن ممارساته العملية تنطوي على درجة عالية من التميز تتجاوز ما يسمى بروح المبادئ الأمريكية المبنية على فكرة الحرية والمساواة، لافتاً إلى أن ترامب يناهض المرأة كذلك، فلم يعين أي امرأة في إطار الإدارة الأمريكية، كما أنه يناهض السود، منوهاً إلى أنه سيواجه معارضة شعبية شديدة، حتى يتم إعادة أقلمته مع النظام السياسي والمعايير والمرتكزات التي لن يستطيع الخروج عنها.

وفي سياق آخر، أوضح المحلل السياسي، أن انخفاض قيمة الدولار وارتفاع الجنيه الاسترليني يعكس حالة الاضطرابات والانقسام البنيوي في إطار المجتمع الأمريكي، لافتاً إلى أن حديث ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد هو حديث نظري وليس سهلاً.

وقال: "عندما يتحدث عن نقل الشركات والمصانع والبنى الاقتصادية الامريكية الموجودة في الخارج وعودتها للولايات المتحدة هذا يعني أنه يريد إعادة صياغة نظام العولمة المبنية على حرية التجارة".

وأضاف: "وعندما يتحدث عن البضائع الأمريكية التي يجب أن تشترى من قبل الشعب الأمريكي يعني انه يواجه البضائع الصينية والبضائع التي تغزو أسواق الولايات المتحدة، وبالتالي على المستوى الاقتصادي هناك حالة من القلق".

وحول عدد كلمات ترامب التي بلغت 1400 كلمة ومقارنتها بعدد كلمات خطاب أوباما التي وصلت الى 2400 كلمة، فسر أبو رمضان، ان المسألة لها علاقة بطبيعة الشخصيتين، لافتاً إلى أن ترامب هو خطيب غير مفوه، مازال يدخل في مجال السياسة مبتدئاً، لان تجربته وخبرته التاريخية في مجال الصفقات التجارية، وهذا يتجه من ناحية اللغة الى الخطابات قصيرة المدى، منوهاً إلى أنه قال بعض الجمل القصيرة، ولكن لها عمق كبير.

وفي السياق قال: "بالنسبة لأوباما، فهو رجل قانوني ومحامي، ومفوه ولديه كاريزما وشخصية على المستوى الخطابي تفوق ترامب بمراحل وفقاً لخبرته الأكاديمية، فأوباما ليس رجلاً تجارياً بعكس ترامب الذي يميل للاختصار في كلماته، ولحسم المسائل بشكل مختصر".

ومن ناحية أخرى، وفيما يتعلق بإمكانية شن حرب على قطاع غزة في عهد ترامب، رأى المحلل السياسي، أن ترامب يتبنى السياسة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، فهو يقف على يمين نتنياهو، وبالتالي فهو يتبنى كل السياسة الاستيطانية والعنصرية والتمييزية والتوسعية الإسرائيلية.

واعتبر في ذات الوقت، أن القرار بالعدوان على قطاع غزة من عدمه، يحددها الإسرائيليون أنفسهم، فلا تتدخل الولايات المتحدة كثيراً فيه.

وقال: "ولكن بما يتعلق برد فعل ترامب، فسيكون حامياً ومؤيداً للسياسة الإسرائيلية سواء بعدوان على غزة أو بالاستيطان، كما قرر أنه سيعيد النظر ببنية منظومة الأمم المتحدة، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن 2334 المناهض للاستيطان، وسيقلص المساعدات الأمريكية إليها وسيسعى باتجاه إلغائه".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق